تكاتفت قوى الشر لتسيطر على مقاليد الأمور ببلدة تعيش على ضفاف النيل فأقسم زعيم الجماعة على احترام رأى الأغلبية وتطبيق الديمقراطية بكل مفاهيمها الغربية والشرقية بين أفراد الجماعة وأقسم على إشاعة روح التنافس بين طواغيت الجماعة وأن يعدل بين أفراد الجماعة في المغانم والمكاسب وتعاهد على إدارة شؤون البلدة بالنظرية الغربية التي تقول فرق تسد.
وجلس زعيم الجماعة بين جهابذة القانون في الجماعة وطالبهم بإعداد خارطة طريق تنتهجها الجماعة في سيطرتها على البلدة .وهنا تفتقت عقول عباقرة القانون على تقسيم موارد البلدة بين قيادات الجماعة وهنا تعالت الأصوات كلا يطالب بمبتغاه، فطرق الزعيم على منضدته وقال للحضور استيراد السلاح وتوزيع المناصب من إختصاصى فامتعض وزير الداخلية وقال يازعيم أحلام سيادتك أوامر تخير ما تشاء وضع ما تشاء أينما تشاء ولا تحكم سوى ضميرك فنحن والشعب لك خدم.
فقام الزعيم بتوزيع المناصب على الوزراء أنت لك المالية وأنت لك البترول وأنت لك الزراعة وأنت لك بيع الأراضي وأنت لك الثروة المعدنية وأنت لك الضرائب وأنت لك المنتجعات السياحية وأنت لك المحليات وأنت لك المشروعات الصغيرة وقال لأبنائه وزوجته أنتم لكم المشاريع العملاقة وبيت المال والتعليم والقضاء وتحكمون بالنيابة عنى في حالة تفرغي لأعمالي الخاصة.
وفور انتهاء الزعيم من توزيع المناصب وضع أهل البلدة أيديهم على قلوبهم ماذا سيفعل هؤلاء الطواغيت بنا وبالبلدة .ومع بداية عهد الزعيم المفدى شعر أهل البلدة بالغربة في بلدهم حيث سيطر كل وزير على ممتلكات وزارته هو وأسرته وتكاثرت المظالم أمام وزير العدل وتعددت حالات الوفاة في أقسام الشرطة وسبب الوفاة في معظم الحالات واحد، الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية !!وتعددت حالات الانتحار وزادت نسبة البطالة وتراجعت صادرات البلدة وساءت الحالة الاقتصادية في البلدة وأصبحت البلدة تعتمد على الخارج في استيراد طعامها وتراجعت المحاصيل الزراعية وتحولت الأراضي الزراعية الى أراضى بناء .
وعلى الجانب الأخر تضاعفت أموال الوزراء وأصبحت مفاتيح خزائنهم لتنوء بالعصبة أولى القوة .وهنا أجتمع مشايخ البلدة وبعض شبابها النجباء وتعاهد الجميع على محاربة هؤلاء الخارجين على القانون فعلمت عيون وزير الداخلية بما يدبره المشايخ فسارع الى الزعيم وأخبره بما علم فأطلق له الزعيم اليد ليفعل بالمشايخ والشباب ما يشاء وهنا تفنن الوزير الظالم في تعذيب المشايخ والعلماء حتى شعر أهل البلدة بأنهم مساجين في بيوتهم وأصبح لكل بيت رجل في سجون زبانية وزير الداخلية وأصبح التمرد سمة بين فئات الشباب المتعلم والمتدين وكلما زاد الوزير من تعذيبه زادت المظاهرات في البلدة تطالب بالحرية وتطبيق شرع الله عز وجل.
وذات يوم خرج شيوخ البلدة وعلماءها وشبابها ليعلنوا العصيان المدني على الطواغيت قابلهم زبانية وزير الداخلية بالضرب والقتل مما جمع أهل البلدة على قلب رجل واحد ولم يقدَر الوزير للأمور حق قدرها فخرجت الأمور بعون من الله عز وجل عن سياقها وتحولت المظاهرة إلى زلزال أطاح أمامه بالطواغيت ففرو كفرار الذباب أما النار وتساقطت قلاع الظلم بمدد من الله عز وجل وانقسم طواغيت الظلم على أنفسهم فهم يخرَبون بيوتهم بأيديهم ويهربون من الميدان بعدما تساقطت قلاع الظلم وخرج أهل البلدة عن بكرة أبيهم يحتفلون بسقوط دولة الظلم وانبلاج صبح يوم جديد تسود فيه أحكام الله عز وجل ويحَكم الشعب شريعة الله في ملكه .
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم