يعلم الحكماء والعالمين ببواطن
الأمور أن جبهة الخراب تعمل وفق أيدولوجيات مختلفة ولا يجمع بينهم سوى المصالح والضغوط
التي تجبرهم على التوحّد في بوتقة واحدة لتحقيق ما يطلب منهم وفق ما هو مخطط لهم وليس
عليهم سوى السمع والطاعة وإلا لن يكون لهم مأوى إذا انقلب عليهم الشعب بعد أن يعرف
حقيقتهم ومدى تعاونهم للتآمر على شعوبهم وخاصة أن على رأسهم رجل عاش معظم حياته
على موائد الغرب وولائه كله لهم ويحمل الجنسية النمساوية وما خفي كان أعظم وله
اليد العليا في ضرب العراق وتمزيقه وساعد في قانون مساءلة سوريا والرجل الثاني في
الجبهة معروف بحبه للناصرية وعداءه للإسلاميين وكان نكره بالنسبة للشعب ودفعت به
أموال الفلول وأعداء التيار الإسلامي إلى مقدمة الأحداث ولكن قلة خبرته وسوء
تقديره وشغفه لكرسي الحكم جعله لا يتريث في تصريحاته مما أفقده الكثير من مؤيديه كما
أن كثرة تقربه من النصارى وانفعالاته المبالغ فيها تجاههم جعلت الكثير يلفظه
ويعتبره غير متوازن
ثم يأتي الرجل العجوز ذلك السياسي
الذي خدم مع النظام السابق 10 سنوات كوزير للخارجية ينفذ سياسات الحزب المنحل ويقر
سياسات الحزب ويعلم بجرائم الجميع السياسية وجرائم النهب والسرقة واغتصاب الأراضي واستغلال
النفوذ ويصمت عنها وكان جزاء صمته ترشيحه كأمين عام للجامعة العربية التي تحولت في
فترة حكمه إلى خيال مآته لم تقدم حلول للمشاكل بل زادت المشاكل والمعارك والخلافات
بين الدول العربية ولم يشعر أحد بأن للجامعة دور سوى إهدار أموال العرب والمسلمين
في مؤتمرات لم تقدم سوى الخلافات بين القادة العرب وشقاق ولجج جعل العالم يضحك
علينا !!
والأن يريد هذا العجوز المتصابي
الفاقد للإدراك والذاكرة التعالي على الزمن وعدم الاعتراف بتأثير العمر على عقله
وصحته ويحاول مداعبة كرسي الحكم فربما يكتب له التوفيق ويموت وهو يحمل لقب رئيس سابق
ويساعده في ذلك بعض قادة العرب وبعض أعضاء الحزب الوطني المنحل فلربما يعيد لهم
مجدهم التليد ؛
ثم يأتي في ذيل القائمة الصيدلي
الثري ورئيس الحزب الطامع في الرئاسة ورجل الأعمال المدعوم من تاريخ حزبي طويل قبل
ثورة 1952 ويعتمد على قواعد من عائلات تنتمي لهذا الحزب لم تتغير أو تغيرها
الأحداث ولها جذور في مفاصل الدولة ويرغب
هذا الثري الذي يملك العديد من القنوات الفضائية يرغب في الجاه والسلطة بجانب
المال والإعلام وعندما يجتمع هؤلاء الغربان بمقوماتهم المالية والشعبية والدولية وأيدولوجياتهم
المختلفة وحقدهم على الإسلام والمسلمين ويدعمهم النصارى بقوة لوحدة المصالح حينها
نتذكر قول القائل " إذا كان الغراب
دليل قوم فأبشرهم بجيف الكلاب " وفعلا الأيام الماضية منذ نجاح الرئيس الدكتور
محمد مرسي في 1 / 7 / 2012 ولم يمر يوم سوى بمؤامرات تحاك للدولة والحاكم والوزارة
ولكن رحمة الله عز وجل ودعاء الفقراء والضعفاء يحمي مصر من كيدهم ومظاهراتهم واعتصاماتهم
والقلاقل والفوضى التي يبسوها في أرجاء البلاد ورغم الصفعات التي وجهها الشعب
لهؤلاء الشرذمة في جميع الاستفتاءات والانتخابات وأخرها الاستفتاء على الدستور الذي
نال موافقة 64 % من شعب مصر ورغم ذلك لم يستشف هؤلاء الغربان أن الشعب يرغب في الاستقرار
ولا يريد سوى الشريعة والشرعية ولكن هل يقبل هؤلاء بالشرعية والشريعة "كلا
" بل زرعوا الفتنة بين بعض رجال القضاء وبعض رجال النيابة وبعض رجال الشرطة
لتقويض يدّ الشرعية ولتفويت الفرصة على الدولة لمحاكمة الفاسدين من النظام السابق
الذين لم يزالوا لليوم في مواقعهم أو الذين أتلفت أدلة اتهامهم فحصلوا على براءات
بالجملة رغم علم القاصي والداني بفسادهم ورعايتهم للفساد !! إن جبهة الخراب لا
يهمها استقرار مصر والدليل ترويج إشاعات من شأنها تدمير اقتصاد مصر وهروب الاستثمارات
منها بل وطلب تدخل بعض الجهات الدولية في شئون مصر العليا وتكدير آمنها القومي عن
طريق استعداء الغرب عليها وضرب المصالح العليا للبلاد بتصوير المشهد السياسي في
مصر على أنه انقلاب للإسلاميين المتطرفين على مصالح الغرب وعلى الديموقراطية !! إن
جبهة الغباء والخراب لو أنها جلست وتحاورت وتناقشت وتوافقت فلربما كان لها موضع
قدم في الوزارات المتعاقبة ومع الأيام كانت سوف ترتفع شعبيتها في الشارع وتثبت
أقدامها ، ولكن زين لهم الشيطان اختصار الطريق والوثب عن طريق الغرب على السلطة
كما حدث في أفغانستان والعراق وبذلك يكون مولد الجبهة في أحضان السلطة وبدعم غربي
ويأتي التأييد الشعبي بالقوة والسجون والمعتقلات وسياسة الجزرة والمقصلة !!
إن الأيام القادمة سوف تثبت لهؤلاء
الأصفار أنهم مهما كثر عددهم لن يصبحوا واحد صحيح يؤثر في الأحداث ؛