12‏/09‏/2012

العام الدراسي وعروض الأزياء


رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الكثير من الأسر المصرية نتيجة ضعف المرتبات والغلاء وإغلاق بعض المصانع والشركات والورش التابعة للقطاع الخاص لمصانعهم وشركاتهم وورشهم نتيجة الانفلات الأمني مما شرّد الكثير من العمال والعاملين باليومية في الكثير من الورش والمصانع وهم معيلين للكثير من الأسر ؛ نتساءل كيف يعيش هؤلاء الفقراء بل المعدمين الذين لا يجدون ثمن طعام أسرهم ، فكيف لهم بمصاريف الدراسة ؛ وعلى العكس من ذلك نجد الجامعات تزدهر وتتلألأ وتصبح سوق ومسرح ومهرجانات يتبارى فيها الفتيات والفتية لكي يظهر كلا منهم الجديد في تكنولوجيا الجوال والجديد في اللباس والحديث في عواصم العالم من الموضة والإكسسوارات ، فتجد الفتيات يرتدين اللباس اللاصق واللباس المجسم واللباس الشفاف واللباس الميني جيّب واللباس الميكرو جيّب واللباس الفيمتو جيّب ؛

ثم تجد المنافسة في لون العدسات اللاصقة والعدسات الليزر الناعسة والعدسات المبرمجة على الصيد والعدسات المتعددة النظرات ؛

ثم تجد المنافسة على الهواتف فتجد المحمول على شكل قطة والمحمول على شكل ذيل حصان والمحمول على حائط والمحمول المقيد على حزام وسط والمحمول المزركش بقطع الحلوى والمحمول المنمق والمتناسق مع الشعر والمحمول المكمل للعدسات والحجاب والمكياج وغير ذلك من المستجدات على الساحة العالمية ؛

ثم نجد المنافسة على تجميع أكبر عدد من أرقام المحمول فتجد فتاة ترتدي قبعة عليها رقم المحمول وأخري تمسك في يدها علم مصر وعليه رقم المحمول وأخري تتدلّى من رقبتها سلسلة منحوت عليها رقم المحمول وتجد فتاة تحمل هاتف داخل جراب على شكل كلب وثانية تضع هاتفها داخل جراب على شكل بندا وثالثة تضع هاتفها في جراب على شكل قلب ورابعة تضع هاتفها في جراب على شكل فأر وهكذا ؛

ثم نجد المنافسة في صيد الشباب الروش فتجد هذه تصطاد شاب يضع شرائط ملونة يضفر بها شعره ، وأخرى تختار شاب طول وعرض حالق شعر رأسه على الزيرو وراسم خفاش ،

وأخرى تمسك بذراع شاب لا يمكن أن تعرف إنه ذكر سوى من اسمه وتجده به أنوثه أكثر منها ، وتجد أخرى تنزوي على جانب وتتعارك مع صاحبها لأنه رغم إنهم مرتبطين عرفيا من سنة لم يتصل بها على مدار الإجازة وتطالبه بالوفاء بعهوده ويقابل والدها ليصحح خطأه ؛

وأخرى تتفاخر بالسيارة التي اشتراها لها والدها بعد أن نجحت وتركت السيارة الأخرى بجوار السيارات المهملة في الجراج ، وفتاة ترتدي حذاء تستطيع من خلاله الوصول إلى المدرج من النافذة ويتجمع حولها الشباب لمعرفة مميزات هذا الحذاء وهل يوجد منه متعدد الطوابق ؛

ألم أخبركم في بداية الكلام إن الجامعات أصبحت سوق ومهرجان ومقهى للعشاق والحالمين والمغامرين والبسطاء ، هذا ما جناه المخلوع علينا وما جنينا على أحد.       

0 أضف تعليق :

إرسال تعليق

نرحب بآرائكم وتعليقاتكم

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Best WordPress Themes