كثيرا ما أقول لنفسي وللمحاورين أن الضمير هو نتاج عقيدة وفكر وتجارب شخصية
ومحصلة تجارب آخرين ونتاج مكتسبات تربية مدرسية ومنزلية ونتاج بيئة قبلية وقروية ونتاج
تعليم ممنهج علمي أو تعليم في مدرسة الحياة وبناء على ما سلف ذكره يمكن أن يتضخم الضمير
وينبض على مدار الثواني والدقائق والساعات والأيام والسنين حتى يتوارى الإنسان في لحده
أو ينكمش ويتضاءل ولا ينبض إلا بالمادة والمصلحة وفي الأحاديث الجانبية ؛ أو هو شيء
قد لا يسمع عنه صاحبه إلا في الإعلام والأفلام والصحافة كمادة متداولة عند العتاب ؛
والغريب أن البعض يؤكد أن الضمير يتغير بتغير الشخص من طور لطور فالضمير عند
الجندي غير الضمير عند الضابط الصغير غير الضمير عند المأمور غير الضمير عند مدير الأمن
غير الضمير عند الوزير غير الضمير عند وكيل النيابة غير الضمير عند المحامي غير الضمير
عند المحامي العام غير الضمير عند الصحفي غير الضمير عند سكرتير التحرير غير الضمير
عند رئيس التحرير غير الضمير عند الإعلامي غير الضمير عند المذيع غير الضمير عند معدّ
البرامج وغير ذلك الكثير فكلا ممن سلف ذكرهم تتوقف نظرتهم للضمير حسب وجهة نظر الرئيس
المباشر أو التعليمات العليا !!
لا تتعجب من هذا الكلام أيها القارئ فربما أزيد فأقول أن هناك مواقع يشترط فيمن
يتقدم لها أن يكون منزوع الضمير !!! وهناك من يؤكد أن الضمير موطنه القلب ؛ وهناك من
يؤكد أن الضمير موجود باللسان ؛ وهناك من يقول أن الضمير موجود مع البصيرة ؛ وهناك
من يقول أن الضمير ملحق بالعمود الفقري ؛ وهناك من يقول أن الضمير موجود بالأمعاء فمن
السهل التخلص منه ؛ وهناك من يقول أن الضمير نبتة تغرس في رجال الأحزاب ليستعمل مرّة
واحدة عن حلف اليمين ثم يتم طمسه حتى أخر العمر ؛ وبعض الحكومات تفضل عدم إدراج الضمير
عند طلب مسوغات التعيين ؛ ولك عزيزي القارئ أن تسأل نفسك أين موقع الضمير ؟ وما هي
المؤثرات في تكوينه ؛
0 أضف تعليق :
إرسال تعليق
نرحب بآرائكم وتعليقاتكم