لم يختلف اثنين على جمال عبد الناصر
قبل 1954 ثم انقسم الجميع على أفعالة وأقواله ومواقفه منذ سنة 1960 إلى نكسة 5
يونيه 1967 حيث جعله البعض أسطورة يخلدها التاريخ والبعض جعله دكتاتورا وعسكريا
فاشلا يجب أن يدخل مهملات التاريخ ؛
وبين التأييد الأعمى له والحكم
القاسي عليه بالفشل كزعيم ؛
نلتزم نحن بالموضوعية والحياد في حدود المعلومات
المتاحة للعامة :
لا يختلف أحد على أن جمال منذ تأميم
القناة ومعركته لتشييد السد العالي وبحيرة ناصر وما واكبهم من معارك مع البنك
الدولي والقوى الكبرى ثم كان تأسيس جمال لنهضة صناعية كبرى حيث وضع قواعد صناعة
عسكرية بإنشاء الهيئة العربية للتصنيع ثم أنشأ مصانع للحديد والصلب ثم مصانع للألمونيوم
ثم مصانع للتعدين ومصانع لتصنيع السكر والغزل والنسيج ومهد لصناعة سيارة رمسيس وغير
ذلك الكثير وإلى هنا كانت شعبية جمال كزعيم تزلزل الأمة العربية وأفريقيا وكان
دعمه للدول التي تحارب الاستعمار سبب في توحد الدول الغربية ضدّه مما أدى للعدوان
الثلاثي على مصر ومع ذلك جعل منه الإعلام منتصرا في العدوان الثلاثي وجعل ذلك عبد
الناصر يشعر بالتمكين وكان لتقريب جمال منه الأصحاب والمحاسيب والأقرباء اللبنة
الأولى لهلاكه حيث دفعوه إلى الكثير من المهالك وكان منها معركته في اليمن بين
شماله و جنوبه التي ليس لنا فيها ناقة ولا جمل ثم أعقبها هزيمة 5 يونيه 1967 وهذه
الكارثة حطمت كرامة مصر والعرب ودمرت الآلة العسكرية لمصر واستشهد أكثر من 100 الف
من خيرة رجال مصر وفقدت مصر السيطرة على ثلث أراضيها حيث احتلها الكيان الصهيوني ؛
إن المقدمات التي حدثت قبل هزيمة
1967 من فساد في الأخلاق دونته بعض الفنانات في مذكراتها وفساد مالي
في فضيحة مجوهرات أسرة محمد على باشا التي تم سرقة بعض القصور بما فيها من مجوهرات
؛ ثم كانت الاتهامات المتبادلة بقتل عبد الحكيم عامر أضف لذلك قضايا التعذيب
للإخوان المسلمين وغيرهم من الإسلاميين ولا تزال المحاكم تعج بألاف
القضايا تنتظر التعويضات ؛ وغير ذلك الكثير مثل الخلاف الدائم مع المملكة العربية
السعودية وتعكير الجو بين الشعبين ؛
إن ما سلف كتابته تم دون مراعاة
للتسلسل الزمني في الأحداث لأنها مجرد خواطر من حياة هذا الرجل الذي اختلفت عليه الأقوال
؛ وإلى الأن يختلف البعض على سبب وفاته هل قتل أم مات طبيعيا .
والآن وبعد أكثر من 60 سنة يريد
البعض الصعود على منجزاته للوصول لكرسي الحكم وتناسى هؤلاء أن الاشتراكية
والشيوعية اندثرت من معظم دول العالم ولم يبقى منها إلا بقايا شعوب تعيش تحت
حكم طغاة يحكمونهم بالنار والحديد ، فهل يريد هؤلاء النخبة الجدد عودة نظام
القمع بالنار والحديد بعد أن كسر الشعب قيوده .