قال الشعب كلمته أكثر من مرّة لكي
يعرف ويعي عملاء الداخل والخارج الرسالة ، ولكن للأسف يبدوا أنهم عمي وصم وبكم
وليس لديهم إحساس أو شعور فقد توقع الكثير من المراقبين للحراك الشعبي أن الموافقة
على الإعلان الدستوري في مارس 2011 سوف تجعل البعض الذي كان يراهن على وجوده في
الشارع السياسي سوف يشعر بالخجل لعدم وجود أرضية شعبية له في الشارع وينسحب بهدوء
ولكن لم تكن اللطمة قوية فأحدث هؤلاء الفاسدين وأعوانهم بعض القلاقل في بعض مدن
مصر عن طريق المظاهرات التي تستخدم العنف وعن طريق الاعتصامات وعن طريق بعض
البلطجية والعاطلين من العلمانيين والليبراليين الذين يستغلون معاناة بعض الطبقات
الفقيرة وعن طريق شحن المجلس العسكري وقتها على الإسلاميين ولكن انتخابات مجلس
الشعب وفوز التيارات الإسلامية بالأغلبية كانت اللطمة الثانية التي كانت يجب أن
تجعل هؤلاء الغوغاء يفيقوا من غفوتهم ولكن كالعادة حملوا خسارتهم في الانتخابات
وعدم وجود شعبية ومصداقية لهم للتزوير وللأمية وللرشوة التموينية ولم يفكروا في
تصحيح مسار نهجهم العنيف وفكرهم المتخلف والمخالف للشريعة وكانت انتخابات مجلس
الشورى فرصة لكي يكون لهم وجود داخل المجالس المنتخبة وكان يجب أن ينزلوا الشارع
ويكسبوا عقل وفكر الشارع بصدقهم ومعاونتهم بخدمات ملموسة للمواطن ولكن كالعادة
كانت اللطمة قوية بدرجة أفقدتهم توازنهم وجعلتهم يتعاونوا مع الشياطين بالداخل
والخارج لزعزعة الاستقرار والعمل على عدم دوران عجلة الإنتاج فما كان منهم إلا أن
سيطروا على الإعلام ودفعوا المليارات للسيطرة على هذه الآلة الخطيرة وتعلموا ذلك
من الصهاينة وأصبح الإعلام ألة كذب وبهتان وتضليل للرأي العام وقلب للحقائق وتزييف
للواقع مما أجج الفتن وانقسم الناس إلى فسطاط للإسلاميين وفسطاط للعلمانيين
والليبراليين والفلول والنصارى وأصبحت المعارك بين القضبين على أشدها في الشارع
بين المظاهرات والاعتصامات والمظاهرات المضادة وربما تميز بعضها من جانب المعارضين
بالعنف الممنهج ؛
ثم كانت قمة اللطمات أثناء انتخابات رئاسة
الجمهورية حيث حشد فسطاط العلمانيين والليبراليين والفلول والنصارى الملايين لكي
يمنعوا الإسلاميين من الوصول لسدّة الحكم بكل الطرق والسبل عاونهم في ذلك الهاربين
من النظام السابق للخارج بأموالهم ورجالهم ونفوذهم السابق كما ظهرت الأموال
المهربة في الخارج والداخل لدعم المرشحين التابعين لهذا الفسطاط ودعم النصارى لهم
وكان مرشحهم القوي عمر سليمان وتبعه عمرو موسي ثم احمد شفيق ولكن اللجنة العليا للانتخابات
استبعدت السيد عمر سليمان وكان للتيار الإسلامي الدكتور أبو الفتوح والمهندس
الشاطر وقبل إغلاق باب الترشيح رشح التيار الإسلامي الدكتور محمد مرسي بعد أن شعر
بأن هناك نيّة لاستبعاد خيرت الشاطر وفعلا تم استبعاده ؛
وكانت الانتخابات شفافة بشهادة
المراقبين الغربيين والمحليين وكانت النتيجة إعادة بين السيد شفيق والدكتور محمد
مرسي وكانت حربا ضروس بين فسطاط الحق والشريعة وفسطاط العلمانية والليبرالية وأصحاب
المصالح الداخلية والخارجية وتعاون فيها فسطاط العلمانية مع الشياطين لحجب هذا
الكرسي عن التيارات الإسلامية فكانت اللطمة الرابعة على التوالي وفاز الدكتور محمد مرسي بمقعد الرئاسة وكانت ذبحة
صدرية للمعارضة وقوى الفساد فتكاتف هؤلاء العملاء لحرق مصر ومنع الاستثمار وسبّ
الرئيس في كافة المحطات الإعلامية والفضائيات والصحف لكي يسقطوا الرئيس ولكن وجه
لهم الرئيس ضربة قوية بجولاته الخارجية ونجاحه الكبير ثم كانت ضربته الموجعة بعزل
المجلس العسكري وإلغاء الإعلان الدستوري فحاول فسطاط العلمانية أن يظهر قوته في
الشارع فاستعان بالبلطجية والفلول والعاطلين وأطفال الشوارع ليشيع الفوضى في مدن
مصر وحاصر هؤلاء الرعاع قصر الرئاسة لإسقاط هيبة الدولة والرئيس ، ولكن حنكة الرئيس
وفطنته وصبره عليهم جعلهم يفقدون شعبيتهم القليلة في الشارع ؛
ثم فجاءهم الرئيس بإعلان دستوري
بموجب سلطته الدستورية حصن على إثرها مجلس الشورى من الحل بعد أن قامت المحكمة
الدستورية العليا لأول مرّة بحل مجلس الشعب المنتخب بقرار سريع في عدّة أسابيع كما
حصن الرئيس اللجنة التي وكّل لها إعداد الدستور ،
وقد قام أعضاء اللجنة بالتشاور
والنقاشات والندوات وعلى مدار 6 شهور لم يرتاح خلالها هؤلاء الأعضاء تم إنجاز
الدستور وحدد الدكتور الرئيس محمد مرسي يومي 15 و22 من ديسمبر موعدا للاستفتاء على
الدستور بنعم أو بلا ؛
وهنا ذهب ما تبقى من عقل لهؤلاء
السفهاء فزادت الاعتصامات والمظاهرات عنفا وخروج على الشرعية وحاولوا بشتى الطرق
منع الاستفتاء ولكن الشعب كان يريد الاستقرار ؛ وعلى الرغم من الأساليب القذرة
التي استخدمها معسكر العلمانية والفسق والليبرالية من تغيير في مواد الدستور
لتضليل الشعب وإشاعة الأكاذيب عن الدستور ونعيق إعلامهم الفاجر الفاسد على مدار
الأيام يهاجم الدستور خرج الشعب للمرة الخامسة ليلطمهم على وجوههم الكالحة ويقول
بأغلبية تقترب من 64 % نعم للدستور نعم للاستقرار ؛ فهل يستوعب هؤلاء الدروس
المتكررة من الشعب ؟ إن معظم ردود أفعالهم
تقول إنهم أغبياء ولم يستوعبوا الدروس ورغم ذلك دعاهم الرئيس للحوار والعمل على الاستقرار
فقرروا خوض انتخابات مجلس النواب بعد شهرين بنفس فكرهم وعقيدتهم المعادية للإسلام
والأخلاق وننتظر من الشعب أن يصفعهم الصفعة الأخيرة التي تجعلهم يعودوا لرشدهم أو
يخرجوا خارج المضمار السياسي ؛
وفق الله عز وجل الدكتور الرئيس محمد
مرسي ورجاله الشرفاء الصادقين لما فيه خير الإسلام والمسلمين .